تحدث السكتة الدماغية (Stroke) عند تضاؤل أو نقص وصول إمداد الدم الى الدماغ . عندما تحدث, لايجد الدماغ الأوكسجين أو الغذاء الكافية وهذا مايسبب موت الخلايا.

تعتبر السكتة الدماغية من الأزمات التصالحية .تحدث السكتات الدماغية عند توقف تدفق الدم إلى الدماغ. ففى خلال دقائق, , تبدأ الخلايا الدماغية فى الموت . تحدث السكتة الدماغية عادة للأشخاص ذوى مشاكل السمنة, من هم أكبر من 55 عام, و هؤلاء الذين يعانون من تاريخ عائلى للجلطة, ومن لا يتلقون تدريبات كافية , و من يشربون الكحول بكثرة, و المدخنين ومتعاطى الأدوية بشكل خاطئ

هناك ثلاثة أنواع رئيسية للسكتة الدماغية (main kinds of stroke):

1. السكتة الدماغية الاحتباسية

2. السكتة الدماغية النزفية

3. سكتات احتباسية عابرة , يشار إليها أيضا بالسكتات المصغرة.

السكتة الدماغية الاحتباسية (Ischemic stroke )هى أكثر أنواع السكتات شيوعا, فهى تمثل حوالى 85% من الجلطات. يحدث هذا النوع من السكتات عند انسداد أو ضيق الأوعية الناقلة للدم إلى الدماغ, مما يحدث الإسكيمية – فقر إمداد الدم الشديد.

تحدث هذه الانسدادات عادة بواسطة كتل الدم , والتى تتشكل فى الأوعية الناقلة فى طريق الدماغ, أو فى الأوردة الأخرى قبل أن يتم تصفيتها بواسطة الدورة الدموية إلى قنوات أصغر داخل الدماغ. تتكون الكتل الدموية بسبب المخزون الدهني داخل الأوعية الناقلة و التى تسمى اللويحات

تحدث السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke )حول الانحناءات فى أوعية الدماغ حيث يحدث النزيف أو الإنفجار. يتسبب الدم النازف فى ضغط على خلايا الدماغ و من ثم يدمرها. يمكن للأوردة أن تنزف الدم وسط الدماغ أو قريبا من السطح مما يرسل الدم إلى الفراغ الكائن بين الدماغ و الجمجمة .

يمكن لرشقات الدم تلك أن تحدث بواسطة حالات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم, الإصابات, أدوية نقص الدم و تمدد الأوعية الدموية(قصور فواصل الأوردة).

إن النزيف المخي الداخلى هو أكثر أنواع السكتة الدماغية النزفية حدوثاََ وسبب حدوثه هو غمر النسيج الدماغي بالدم بعد انفجار أحد الأوعية الناقلة للدم . هناك نوع ثاني من النزيف وهو النزيف تحت العنكبوتية و يحدث بصورة  أقل اعتيادا. فى هذا النوع من السكتات, يحدث النزف فى الفراغ تحت العنكبوتية – وهى المنطقة بين الدماغ و النسيج الضعيف الذى يغطيها.

السكتات النزفية العابرة (TIAs) ليست كالأنواع السابقة من الجلطات حيث يتدفق تيار الدم بسرعة. فالسكتات TIA تحدث بشكل اعتيادي بسبب التجمعات الدموية أو أية شوائب.

يجب أن ينظر إلى سكتات TIA على أنها نوعا بديلا من السكتة , بغض النظر عن أن إمكانية انسداد المجرى ضئيلة. فهى أحد العلامات الدالة على  احتمال حدوث سكتات دماغية في المستقبل تظهر أيضا أن هناك مجرى أو مصدر للتجمعات الدموية فى القلب.

كلما أسرع مريض السكتة الدماغية فى تلقى العلاج كلما كان أفضل وأسرع شفاء و أقل عرضة لمضاعفات السكتة الدماغية

من الجيد لمريض السكتة الدماغية أن يتلقى التحليل و من ثم العلاج الأمثل . لذا يجب على المرضى أن يتلقوا الرعاية من مؤسسة طبية فى خلال 3 ساعات من بدء ظهور مؤشرات السكتة.

كلا من السكتات النزفية و الاحتباسية تتطلب أنواع متعددة من العلاج. لذلك فمن المتصور أن يقوم المريض بإجراء اختبارات دماغية لمعرفة نوع السكتة الدماغية المحدد فى مؤسسة طبية .

هناك العديد من الاختبارات العرضية والتي يمكن أن يجريها المختصون مع الأخذ فى الاعتبار أن الهدف النهائي هو معرفة نوع السكتة الدماغية الحادثة

وكما هو مشار إليه فى مراكز الوقاية و السيطرة على الأمراض (CDC) , هناك أكثر من 33% من الأفراد الذين يواجهون سكتات TIA يحدث لهم سكتات دماغية ليست بصغيرة فى خلال سنة ان لم يتلقوا العلاج المناسب. وبين حوالى 10 الى 15% سيواجهون سكتات دماغية خلال 3 أشهر من إصابتهم بالسكتات TIA.

إن أعراض السكتة الدماغية تحدث بسرعة كبيرة , وبالنظر إلى تلك الصفة فإن علامات السكتات الدماغية تظهر دائما بشكل فجائي.

الأعراض المبكرة للسكتة الدماغية (early symptoms of stroke )هى كالآتى:

1. الارتباك, و صعوبة  فى التعلم و الفهم وكذلك  الصداع, و يأتى في الأغلب  مع تغير فى الإدراك أو القيئ تنميل فى الوجه, الذراع أو الرجل, خصوصا فى جانب واحد من الجسم صعوبات فى الرؤية فى واحدة أو كلا العينين صعوبات فى التحرك بما فيها الاهتزاز و غياب الاتزان يمكن للسكتات الدماغية أن تتسبب فى مشاكل طويلة الأجل, و يتوقف هذا على سرعة تشخيصها و علاجها , حيث يمكن للمريض أن يواجه إعاقات قصيرة أو طويلة الأجل كتبت للسكتة الدماغية. و بغض النظر عن ثبوت المشاكل السابقة , يمكن للمرضى أن يواجهوا المشاكل المصاحبة التالية:
2. مشاكل فى التحكم فى المثانة و الأمعاء
3. اكتئاب
4. ألم فى اليدين و القدم والذى قد يتطور عند تغير درجات الحرارة
5. شلل أو قصور فى جانب من الجسم
6. صعوبات فى التحكم أو التواصل بالمشاعر

يمكن للسكتة الدماغية فى بعض الوقت أن تسبب إعاقات دائمة أو مؤقتة ., وهذا يعتمد على الفترة التى عانى فيها الدماغ من نقص تدفق الدم وأيضا على الجزء المتضرر. يمكن أن تشمل مضاعفات السكتة الدماغية الآتى:

1. الشلل أو فقدان حركة العضلات (Paralysis or loss of muscle movement): قد يصبح المريض مشلولا فى جانب من الجسم, أو يفقد التحكم فى عضلات معينة, مثل عضلات الوجه الجانبية أو ذراع دون الآخر, يمكن للعلاج الطبيعى ان يساعد في عودة النشاط المتوقف بسبب الشلل مثل المشي, الأكل أو ارتداء الثياب
2. صعوبات فى الكلام أو البلع (Difficulty talking or swallowing).:يمكن أن تسبب الجلطة ضعف التحكم فى طريقة عمل العضلات فى الفم و أيضا حركة الحلق, مما يجعل من الصعب الكلام بوضوح (التلفظ) أو البلع والأكل ( عسر البلع) . قد يعانى المريض أيضا صعوبات مع اللغة (فقد النطق) , بما فيها الكلام و أيضا الفهم, القرائة أو الكتابة , يمكن للعلاج مع اخصائى تخاطب أن يكون مفيدا
3. فقدان الذاكرة وصعوبات في التفكير(Memory loss or thinking difficulties): العديد من الأشخاص الذين واجهوا السكتات الدماغية قد عانوا من بعض من فقدان الذاكرة . وآخرون قد عانوا من صعوبات في التفكير و الأحكام و التفكير المنطقي و استيعاب المفاهيم.
4. مشاكل عاطفية (Emotional problems): قد يعاني مرضى السكتة الدماغية من صعوبات فى التحكم فى المشاعر و قد يتطور الأمر إلى الاكتئاب.
5. الألم (Pain): قد يعانى مرضى السكتة الدماغية من الألم, و التنميل و غيرها من الأحاسيس الغريبة فى اجزاء الجسم التى تأثرت بالجلطة. فعلى سبيل المثال, إذا تسببت الجلطة فى فقدان الإحساس فى الذراع اليسرى, قد يعانى المريض من إحساس غير مريح بالوخز فى هذا الذراع.
6. الحساسية تجاه تغير درجات الحرارة: قد يعانى البعض أيضا من حساسية تجاه تغير درجات الحرارة, خصيصا فى حالات البرد الشديد بعد التعرض للسكتة الدماغية. يعرف هذا النوع من المضاعفات ب متلازمة الألم المركزى (central stroke pain). تتطور تلك الحالة بشكل عام بعد أسابيع من التعرض للسكتة الدماغية , و قد تتحسن بمرور الوقت. ولكن نظر لحدوث هذا الالم بسبب مشكلة فى الدماغ , فضلا عن الإصابة الجسدية, فهناك بعض من طرق العلاج.
7. تغيرات فى السلوك والقدرة على رعاية الذات (Changes in behavior and self-care ability): قد يصبح بعض من مرضى السكتات الدماغية أكثر تسرعا أو غير اجتماعى . و قد يحتاجون المساعدة فى رعايتهم الذاتية وأعمالهم اليومية

تحدث السكتات الدماغية بسرعة و عادة قبل أن يرى المريض طبيب يشخص الحالة بشكل جيد.

الاختصار التالي : F.A.S.T. (ت.ض.ص.ا)هو طريقة لتذكر علامات السكتة الدماغية و قد يساعد فى تحديد الإصابة بالسكتة الدماغية فى الحال وبسرعة.

1. تـدري الوجه: هل هناك جانب من الوجه يتدلى عندما يحاول الشخص الابتسام؟
2. ضـعف في الذراع: إذا كان الشخص يحاول أن يرفع ذراعيه و أحدهما ينخفض للأسفل.
3. صعوبة الكلام: هل الشخص يحاول ترديد جملة بسيطة بصعوبة أو بغرابة؟
4. الاتصال بالإسعاف: إذا تم ملاحظة أى من هذة العلامات اتصل بخدمات الطوارئ فورا

كلما أسرع مريض السكتة الدماغية فى تلقى العلاج كلما كان أفضل وأسرع شفاء و أقل عرضة لمضاعفات السكتة الدماغية

من الجيد لمريض السكتة الدماغية أن يتلقى التحليل و من ثم العلاج الأمثل . لذا يجب على المرضى أن يتلقوا الرعاية من مؤسسة طبية فى خلال 3 ساعات من بدء ظهور مؤشرات السكتة.

كلا من السكتات النزفية و الاحتباسية تتطلب أنواع متعددة من العلاج. لذلك فمن المتصور أن يقوم المريض بإجراء اختبارات دماغية لمعرفة نوع السكتة الدماغية المحدد فى مؤسسة طبية .

هناك العديد من الاختبارات العرضية والتي يمكن أن يجريها المختصون مع الأخذ فى الاعتبار أن الهدف النهائي هو معرفة نوع السكتة الدماغية الحادثة:

1. الفحص البدني (Physical examination): سيقوم متخصص بالحصول على بعض المعلومات حول مؤشرات المريض وتاريخه الطبي. قد يقوم أيضا بفحص ضغط الدورة الدموية , الاستماع للاوردة القلبية فى الرقبة و إلقاء نظرة على الأوردة خلف العينين, و كل هذا لفحص علامات السماكة
2. فحوصات الدم (Blood tests): قد يقوم متخصص بعمل فحوصات دموية للهدف النهائي وهو معرفة مدى سرعة تخثر دم المريض و مستويات المواد( بما فيها مكونات السماكة) فى الدم .
3. الأشعة (CUT filter): يمكن للأشعة أن تشير إلى وجود المزف و الجلطات والأورام و حالات أخرى داخل الدماغ
4. الرنين المغناطيسي (MRI filter): يمكن لموجات الراديو أن تكون صورة للمخ لتحديد الجزء المتأثر من النسيج الدماغي
5. فحص الشريان السباتي بالأشعة فوق الصوتية (Carotid ultrasound): تستخدم الأشعة الفوق صوتية لفحص تدفق الدم مجرى الشريان السباتي للتحقق عما إذا كان هناك ترسبات موجودة
6. فحص الأوعية الدماغية بالصبغة (Cerebral angiography): يتم بث الألوان فى أوردة الدماغ لتكون واضحة تحت اشعة اكس, للهدف النهائى وهو إعطاء وجهة نظر دقيقة عن الدورة الدموية فى الدماغ و الرقبة
7. رسم القلب بالإيكو (Echocardiogram): يعطى صورة دقيقة عن القلب للتحقق من أي كتل قد تصل إلى الدماغ و تتسبب فى سكتة دماغية

بما ان النوعين الرئيسيين من السكتة الدماغية (kinds of stroke), الاحتباسية و النزفية يحدثان لعوامل مختلفة , فكلاهما يحتاج أشكال مختلفة من العلاج. ليس المهم فقط هو تشخيص السكتة الدماغية بسرعة لتقليل الضرر على الدماغ , ولكن العلاج المناسب لنوع ما قد يكون مضرا للنوع الآخر.

تحدث السكتات الدماغية الاحتباسية (Ischemic strokes )حول عند الممرات والتى قد تسد أو تضيق. لذا يكون العلاج بالتركيز هو محاولة إعادة تدفق الدم الكفي مرة أخرى للمخ.

يمكن البدء فى العلاج بأدوية لفصل التكتلات و لتمنع أخرى من الظهور. يمكن إعطاء دواء الصداع, كما يمكن أن يعطى منشط بلاسمينوجين النسيجي(TPA) . دواء TPA قادر بكل تأكيد على تفكيك التكتلات لكن على الرغم من ذلك فلابد من ضخه خلال 4 ساعات ونصف من أول ظهور أعراض السكتة الدماغية.

تتضمن نظم الأزمات عمل منشط لنسيج البلازمينوجين عبر القسطرة بشكل مباشر إلى الممرات الدماغية أو استخدام القسطرة لطرد الجلطة من مكانها . هناك دراسات لاحقة أفادت أن احتمال في جدوى تلك التقنيات, و بالتالى فإن الأبحاث تتواصل للتوصل لمميزات تلك الطرق.

هناك طرق وأنظمة مختلفة يمكن استخدامها للحد من خطر السكتات الدماغية المستقبلية أو الهجمات الاحتباسية العابرة. تشمل طريقة استئصال باطنة الشريان السباتي متخصص لفتح مجرى الإمداد السباتى و إزالة أية ترسبات محيطة به

ومن ناحية أخرى, هناك قسطرة النفخ والتى يقوم بها متخصص حيث يقوم بنفخ مجرى الإمداد قليلا عبر القسطرة و يقوم بعد ذلك بتركيب الدعامة فى الفتحة لهدف نهائى و هو الحفاظ الممر أو المنحنى من الضيق مرة أخرى.

تحدث السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic strokes) بسبب تسرب فى الدماغ.ومن ثم فإن العلاج يتركز حول السيطرة على النزف و تقليل الضغط على الدماغ الذى يسببه النزف بالطبع.

يمكن بدء العلاج بأدوية لتقليل الضغط على الدماغ, النبض العام, تدارك الاختلاجات و تجنب تأثير الصدمة المؤثرة على الأوردة. و على افتراض ان دم المريض قليل التخثر او غير قابل لمحلول الصفائح الدموية مثل وارفارين اوكو لبيدو جريلو يمكن إعطاؤه أدوية أو نقل دم لمواجهة صفات الدواء.

يمكن الاستفادة من العمليات الجراحية لحل المشاكل المرتبطة بالأوردة التى تسببت او قد تؤدى إلى سكتات دماغية نزفية. يقوم الطبيب المختص بوضع أحزمة صغيرة في أسفل الوعاء الدموى أو ملئها ب تجعدات منفصلة لوقف تدفق الدم إليها لتفادى الانفجار.

يتم العلاج بالخضوع للعمليات الجراحية لمحاولة إزالة تشوه الأوردة والشرايين عندما لم تكون تلك التشوهات عميقة أو كبيرة داخل المخ. تعتبر AVM مجموعة معقدة من الترابطات ضمن مجموعة مساراد و اوردة أضعف وقد تنفجر بجهد أقل من الأوعية الدموية الاخرى.

أفضل الطرق لتفادي السكتة الدماغية هي معرفة وتفادي أسباب السكتة الدماغية (causes of a stroke). فهذا أفضل لحياة صحية , مما يعنى:

1. نظام غذائى صحى
2. الحفاظ على الوزن الصحى
3. التمرين بانتظام
4. عدم التدخين
5. تجنب شرب الكحوليات أو على الأقل استهلاكها بحكمة.
6. النظام الغذائى الصحى يعنى تناول وفرة من الخضر و الفاكهة و الحبوب الكاملة, المكسرات و البقوليات , التقليل من تناول اللحوم المصنعة , التقليل من تناول الطعام المحتوي على الكوليسترول أو الدهون المشبعة ( والتى توجد عادة فى الدهون الحيوانية) و أيضا التقليل من تناول الملح لتنظيم ضغط الدم

مقاييس أخرى للمساعدة فى تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (risk of stroke )تشمل:

1. السيطرة على ضغط الدم
2. السيطرة على مستوى السكر
3. علاج انسداد التنفس أثناء النوم( حال وجوده)
4. فضلا عن تلك التغييرات في نمط الحياة, يمكن لمسؤول الرعاية الصحية أن يساعدك فى تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية فى المستقبل عبر وصف ادوية لتقليل التجلط وتكدس الصفائح. و بالإضافة لهذا, يمكن للجراحات السابق ذكرها أن تستخدم لتقليل خطر السكتات الدماغية المتكررة